حضر وزير الصحة، السيد
أناس الدكالي، افتتاح أشغال الدورة الـ20 للمنتدى الصيدلاني الدولي المنعقد بقصر
المؤتمرات بمراكش يومي الجمعة والسبت 5 و 6 يوليوز 2019 تحت شعار:
"السلامة وجودة التدخل الصيدلاني والبيولوجيا
الطبية"، والذي ترأسه رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني، والوزير
المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة السيد لحسن الداودي،
ورئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب السيد حمزة اكديرة.
وخلال هذا المنتدى، أكد
السيد وزير الصحة على أن الصيادلة، ومن خلال تكوينهم والكفاءات التي يتمتعون بها،
يعتبرون فاعلين أساسيين في سلسلة العلاجات، كما يضطلعون بدور أساسي وهام في
المنظومة الصحية برمتها.
وأضاف السيد الوزير على أن دور الصيادلة يتمثل
في ضمان سلامة المواطنين إزاء المنتجات الصحية، عبر تنفيذ سياسة صيدلانية ترتكز
على ضمان توفير منتجات صحية تتسم بالجودة والفعالية وسهولة الولوج، والعمل على
استخدامها بشكل معقلن.
وأوضح السيد الوزير أن
الصيدلية تعتبر فضاء صحيا للقرب متوفرا في جميع أنحاء الوطن، بما في ذلك المناطق
النائية، مسجلا أن هذا الفضاء وهاته الكفاءات يمكن استغلالها بشكل أفضل، عبر
مواكبة تطور المهنة، لاسيما في ظل ظهور الصيدلة السريرية، وتطور العلاجات
الصيدلانية والترويض الطبي.
وأشار السيد الوزير إلى أن
المغرب لا يمكن أن يظل في معزل عن هذه التطورات الحاصلة في ميدان الصيدلة، مشددا على ضرورة اعتماد توصيات منظمة الصحة
العالمية والاتحاد الدولي للصيدلة في هذا المجال، مبرزا أن مهنة الصيدلاني، التي
تمحورت لفترة طويلة حول الدواء، تركز الآن على المريض بهدف تمكينه من العلاج
الأكثر أمانا وفعالية وبأفضل سعر ممكن.
وكشف السيد الوزير أن
وزارة الصحة، وفي إطار إعطاء الأولوية لقطاع الصيدلة، أجرت إصلاحا كبيرا للقطاع
لاستدراك التأخر المسجل، عبر اعتماد مقاربة تشاركية وتشاورية مع الهيئات والمنظمات
المهنية، مشيرا إلى أنه تم إحداث لجان مشتركة لمناقشة الإشكاليات المشتركة واقتراح
الحلول.
وأبرز السيد الوزير أن توصيات هذه اللجان، التي توجد في مراحلها
الأخيرة، ستصدر في شكل مخطط عمل يتضمن تدابير ملموسة ومواعيد زمنية محددة، مشيرا
إلى أن تنفيذ هذا الإصلاح بالشكل المطلوب، يستوجب الاعتماد على الآليات المناسبة، حيث وضعت وزارة
الصحة إحداث الوكالة المغربية لسلامة
الأدوية والمنتجات الصحية ضمن أولويات سياستها.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتبادل التجارب والخبرات،
وتعزيز وتطوير التراكمات التي يعرفها مجال الصحة الدوائية على مستوى التشريعات
والترسانة القانونية، وتسليط الضوء على تحديات الصحة بالقارة الإفريقية، وأهمية
الوقاية في مواجهة الأمراض ودور الصيدلاني في المنظومة، وكذا اليقظة الدوائية،
وتحديات التصنيع وتوزيع الأدوية في إفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن إشكالية الأدوية
المزيفة وسبل مواجهتها، ومضاعفات المضادات الحيوية وسبل تفاديها، بالإضافة إلى
محور التغطية الصحية بإفريقيا مع مناقشة الوضعية الحالية ثم التحديات والآفاق،
وكذا محاور أخرى ذات أهمية بالغة.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر
مراكش شهد حضور حوالي 3 آلاف مشارك ضمنهم
600 صيدلاني إفريقي فضلا عن 80 عارضا، كما عرف مشاركة عدد مهم من المسؤولين
والخبراء والباحثين والمختصين والمهنيين بهذا القطاع من 27 دولة من مختلف بقاع
العالم أغلبهم أفارقة، إضافة إلى أساتذة جامعيين وأطباء ومسؤولي مختبرات المراقبة
الطبية وصيادلة وإحيائيين وصناع وموزعين ومهنيين للصحة وصيادلة المستشفيات
والمصحات الخاصة.